المركز الثقافي للذاكرة والرواية الفلسطينية

إطلاق المركز الثقافي للذاكرة والرواية الفلسطينية
احتفت فلسطين يوم الخميس الموافق 13/1/2022 وفي مدينة نابلس باطلاق المركز الثقافي للذاكرة والرواية الفلسطينية. وهو مركز يوثق ويعرض الذاكرة والرواية الفلسطينية لأول مرة في فلسطين، بوسائل تكنولوجية حديثة ونظام رقمي محوسب.
وقد بين رئيس المركز السيد عدنان إبراهيم عودة في كلمته أن فلسفة اسم المركز تبين أهدافة وغاياته وآليات عمله، فعلى المستوى الثقافي تعرضت القضية والإنسان الفلسطيني إلى محاولات لتزييف وعيه الجمعي والفردي، فقد بُذل جهد دعائي وسياسي ومعرفي صهيوني واستعماري مخطط وممنهج لاستبدال وقلب المفاهيم والقيم والتشكيك بالثوابت، فما كان بالأمس من المحظور والمُجرم صار مقبولا وبتنا نشاهد كتلا ونخبا ومجموعات منفصلة عن ذاكرتها وتاريخها بالممارسة والفعل والقول لا تنكر الرواية الفلسطينية فحسب، وإنما تقبل بالرواية الصهيونية وبلغ الجهل الثقافي وفقدان الإلتزام ذروته بما نشاهده من موجات التطبيع، واشار رئيس المركز أنه مالم يتم التصدي لهذه الأزمة البنيوية في وعي الجيل العربي والفلسطيني الحالي؛ وتجاهل علاجها ومواجهتها بالمعرفة والثقافة المستندة على الذاكرة والرواية الفلسطينية، فإننا سنواجه جيل منفصل عن تاريخه وذاكرته. أما على صعيد الذاكرة فقد نوه السيد عودة إلى أن الذاكرة هي السجل الزماني والمكاني للوجود والتفاعل البشري والإنساني لكل ما حدث ويحدث على أرض فلسطين. وبهذا المعنى تم إنشاء قاعدة بيانات رقمية متوفرة للجيل الفلسطيني والعربي ولكل من يريد الإطلاع ومعرفة الأحداث التي تمت على أرض فلسطين وضمن تصنيف علمي دقيق وسهل الوصول اليه واستخدامة وبعدة لغات.
فيما ذكر أن الرواية تعني تقديم الوثائق السمعية والبصرية بما يثبت الحق التاريخي للوجود الدائم والمتواصل منذ الحضارة الكبارية والنطوفية للشعب الفلسطيني على أرض فلسطين، وهو ما سيتم تقديمه أيضا بفلم وثاثقي طويل هو الأول من نوعه من عمل وإنتاج المركز. والشق الثاني من الرواية سيركز على تقديم الوثائق والأفلام الوثائقية القصيرة حول موضوع النكبة كجريمة إرتكبت بتخطيط مسبق وممنهج، وكانت المذابح والمجازر وعمليات طرد السكان الموثقة بناءً على قرار واعٍ في إطار أستراتيجية وضعتها القيادة الصهيونية بتآمر مع سلطات الإنتداب البريطاني ونفذتها العصابات الصهيونية.
وكان رئيس الهيئة الإدارية لجمعية المركز الإجتماعي الدكتور معاوية المصري قد رحب في بداية حفل الإفتتاح بالحضور شاكراً كل المؤسسات لاسيما مؤسسة التعاون، التي اشرفت وتم من خلالها تمويل عمليات الترميم وتجهيز المركز الثقافي، واليونسكو والأشخاص الذين قدموا الدعم لمشروع المركز الثقافي للذاكرة والرواية الفلسطينية وتحديدا عائلة المرحوم حمدي كنعان لتبرعهم بالمكان، والمرحوم عزام كنعان على التبرع بالمساهمة بعمليات الترميم والدكتور عمر عبدالهادي ونجله الدكتور نعيم عبدالهادي اللذان ساهما بالترميم في حين قدم الدكتور عمر عبدالهادي مشكورا تمويل الأجهزة والمعدات الألكترونية للمركز والسيد سمير عبدالهادي والسيد عباس عبدالجليل لتبرعهم ومساهمتهم في ترميم المركز الثقافي، حتى اصبح المركز الآن وجهة الجيل الفلسطيني والعربي، بل والعالمي لمعرفة الرواية الفلسطينية والتعرف على حقيقة ما حدث على أرض فلسطين.
السيد عمر هاشم نائب رئيس الهيئة الإدارية للجمعية تحدث في حفل الإفتتاح حول البرامج التي تقدمها جمعية المركز الإجتماعي الخيرية مبيناً أنها ذات طابع تنموي وإغاثي من أجل إحداث تنمية بشرية مستدامة محورها الإنسان وتوسيع قدراته، وذلك من خلال وسائل التعلم والتعليم واكتساب المهارات، وأشار إلى أن المركز الثقافي يسعى إلى ترميم الوعي والذاكرة الفلسطينية عند الجيل الحالي والأجيال القادمة من أبناء الشعب الفلسطيني وإطلاع زوار المركز من مواطنين وعرب وأجانب على تاريخ وحضارة الشعب الفلسطيني من خلال عرض المعلومات بصورة سمعية وبصرية وبأسلوب تفاعلي والحفاظ على القضية الفلسطينية وهويتها، وشكر هاشم كل من قام بدعم والتبرع للمركز الثقافي.
مديرة برنامج القدس لإعمار البلدات القديمة في مؤسسة التعاون المهندسة أمل أبو الهوى قالت "عملنا لم يقتصر على مدينة أو بلدة واحدة وإنما هو في عدة أماكن من أجل الحفاظ على الموروث الثقافي والتاريخي كعمل متكامل وواجب علينا نحن كفلسطينيين في ظل ظروف الإحتلال وما يعانيه شعبنا من تزييف الحقائق والرواية الفلسطينية، ومن هنا جاء عمل مشروع المركز الثقافي حتى يكون مصدرا لتقديم الرواية الفلسطينية بصورتها الصحيحة لكل من يزور المركز ودعم صمود الشعب الفلسطيني".
وشكرت المهندسة أمل المؤسسات الدولية وتحديدا اليونسكو على المساهمة في ترميم صبانة المرحوم حمدي كنعان وشكرت عائلة المرحوم حمدي كنعان لتبرعهم بالمكان، وعائلة المرحوم عزام كنعان على التبرع بالمساهمة بعمليات الترميم وكذلك الدكتور عمر عبدالهادي ونجله الدكتور نعيم عبد الهادي والسيد سمير عبدالهادي والسيد عباس عبدالجليل والسيدة ماهرة أبو غزالة لتبرعهم ومساهمتهم في ترميم المركز الثقافي.
وفي نهاية الإفتتاح قام الحضور بعمل جولة داخل المركز الثقافي للإطلاع على ما تم إنجازه من معلومات سمعية وبصرية وأفلام وثائقية وخرائط إلكترونية تفاعلية.
الجدير بالذكر أن المركز الثقافي للذاكرة والرواية الفلسطينية هو أحد مشاريع جمعية المركز الإجتماعي الخيرية في البلدة القديمة في مدينة نابلس.
المركز الثقافي للذاكرة والرواية الفلسطينية